بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ : أي : خزي أو عذاب أو هلكة لهما والهمزة هو الذي يغتاب الرجل في وجهه واللمزة الذي يغتابه من خلفه .
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ : بيان لسبب همزه ولمزه وهو إعجابه بما جمع من المال وظنه أن له به الفضل فلأجل ذلك يستقصر غيره .
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ : أي يظن أن ماله يتركه حياً مخلداً لا يموت لشدة إعجابه بما يجمعه من المال فلا يعود يفكر في ما بعد الموت .
كَلَّا : أي ليس الأمر على ما يحسبه بل ( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ) أي ليطرحن هو وماله في النار التي تهشم كل ما يلقى فيها وتحطمه .
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ : أي يخلص حرها الى القلوب فيعلوها ويغشاها لأنها محل تلك المقاصد الزائدة والنيات الخبيثة وسيء الأخلاق من الكبر واحتقار أهل الفضل .
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ : أي مطبقة مغلقة عليهم أبوابها جميعاً فلا يستطيعون الخروج منها .
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ : أي كائنين في عمد ممددة موثقين قال مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد فلا يفتح عليهم باب ولا يدخل عليهم روح .