بسم الله الرحمن الرحيم
فقه أبعاد مسألة (المولد النبوي)
المحور الأول: التوصيف الفقهي:
[list=decimal]
[*]
الأقوال في المسألة.[*]
مآخذ الأقوال.[/list]
المحور الثاني: مراحل الاحتفال بالمولد النبوي.
المحور الثالث: مرتبة المسألة من حيث السواغ أو عدمه.
المحور الرابع: نتائج المسألة.
المحور الأول: التوصيف الفقهي للمسالة: هناك طريقتان:
الطريقة الأول: المنع:
أشهر القائلين به:
[ابن تيمية (728)، الفاكهاني (734)، الشاطبي (790)، الحفار (811)، الصنعاني (1182)، رشيد رضا (1354)].
ويلاحظ أن هؤلاء:
منهم حنابلة: (ابن تيمية وهو أول من حُفِظَ عنه القول بالمنع،كثير من المعاصرين)[1].
ومنهم مالكية: الفاكهاني، الشاطبي، الحفار.
ومنهم غير متمذهبين: الصنعاني، رشيد رضا.
الطريقة الثانية: الجواز:
أشهر القائلين بالجواز: [أبو الخطاب ابن دحية المالكي (632)، أبو شامة المقدسي (665)، محمد بن إبراهيم السبتي المالكي (695)، ابن الحاج المالكي (714)، تقي الدين السبكي (756)، ابن كثير (774)، ابن عاشر (765)، اليافعي (768)، ابن مرزوق الخطيب (781)، ابن عباد (792)، سراج الدين البلقيني (805)، العراقي (806)، الجزري (833)، ابن ناصر الدين الدمشقي (842)، ابن حجر العسقلاني (852)، السخاوي (902)، السيوطي (911)، القسطلاني (923)، ابن حجر الهيتمي (974)، محمد الأسدي (أحد الشيوخ المكيين لابن الأمير الصنعاني)، الزُّرقاني (1367)].
ويلاحظ ما يلي:
[list=decimal]
[*]
هؤلاء المرخصون: منهم من أطلق الترخيص فيه، ومنهم من قيده، وعامتهم صرح بمنع ما يقع فيه من المنكرات.[*]
هؤلاء المرخصون: منهم من اقتصر على الجواز، ومنهم من استحبه، ومنهم من اعتبره عيدا، ومنهم من فضله على ليلة القدر كابن مرزوق الخطيب.[*]
أنهم إما مالكية وإما شافعية.[/list]
المالكية:[أبو الخطاب ابن دحية، محمد بن إبراهيم السبتي، ابن الحاج المالكي، ابن عاشر، ابن مرزوق الخطيب، ابن عباد، الزُّرقاني].
الشافعية:[أبو شامة المقدسي، ابن كثير، الجزري، ابن ناصر الدين الدمشقي، ابن حجر العسقلاني، السخاوي، السيوطي، القسطلاني، ابن حجر الهيتمي].
[list=decimal]
[*]
أبو الخطاب ابن دحية المالكي (632هـ) هو أقدم من حُفِظ عنه القول بالجواز.[*]
أربعة من القائلين بالجواز: (ابن دحية، أبو شامة، محمد بن إبراهيم السبتي، ابن الحاج المالكي)، سبقوا ابن تيمية، وهو أول قائل بالمنع.[*]
لم يسلم الشيخ محمد إسماعيل الأنصاري أن ابن كثير يقول بالمولد، وأن بعض ما نسب إليه من الكتب لا يصح، أما كتابه في المولد وما اختصره من كتب غيره فإنه ليس فيه التعرض للاحتفال به[2].[/list]
قلت: لكن عنايته بإيراد أخبار المسألة في عدة مواضع ومناسبات من غير نكير، ثم احتفاؤه باحتفال الملك المظفر صاحب إربل يفيد القارئ جزما أنه لا يرى به بأسا، ولو كان يراه محدثا في الدين لبادر إلى إنكار ذلك ولو بإشارة، فلما لم يكن شيء من ذلك، ثم تأليفه فيه، واختصار كتب غيره، يفيد ظنا غالبا أنه لا يرى به بأسا على أقل تقدير.
[list=decimal]
[*]
تنازع المانعون والمجيزون: ابنَ الحاج المالكي (714)، فكلٌ أضافه إلى فريقه، وفي الحقيقة إن قوله فيه التباس، فهو يرى أنه يشرع الإكثار من التعبد وفعل الخيرات في الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشرع الاحتفال بالمولد بالرسوم المشهورة، وأنكر ما يقع فيه من المنكرات والأباطيل[3].[/list]
وبه يتبين: أن تلخيص السيوطي لتقرير ابن الحاج، ليس بدقيق إذ قال: (وقد تكلم الإمام أبو عبد الله بن الحاج في كتابه المدخل على عمل المولد: فأتقن الكلام فيه جدا، وحاصله مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات)[4].
وخلاصة قول ابن الحاج: اعتبار المولد بشهر مولده، لا بمجرد يومه، ويكون بالاكثار من التعبد وفعل الخير لا بالرسوم المشهورة، أو ما يقع فيه من الأباطيل.
[list=decimal]
[*]
نص بعض المالكية على كراهة صوم يوم المولد المحمدي إلحاقا له بالأعياد[5]، ونص آخرون على كراهة الوصية بعمل المولد الشريف تبعا للفاكهاني[6]، أو كراهية الوصية بإقامته على الوجه الذي يقع في هذه الأزمنة من اختلاط النساء بالرجال والنظر للمحرم، ونحو ذلك من المنكر[7].[*]
اعتبر بعضُ الشافعية صحةَ الوقف على قراءة المولد النبوي[8]، واعتبر بعضُ الشافعية أن ليلة المولد أفضل الليالي بالنسبة لنا، وبالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لأنه رأى فيه ربه بعيني رأسه[9].[/list]
[list=decimal]
[*]
النهي عن تخصيص صوم يوم الجمعة أو قيام ليلته مع عظيم فضل هذا اليوم، يدل على أن العبادة لا تخص في زمان ولا في مكان إلا أن شرعت، وما لم يشرعه الله ورسوله، فهو بدعة وضلالة [10][11].[/list]
ولذا: فإن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع التي ليس لها أصل في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عملها عن أحد من السلف[12].
[list=decimal]
[*]
اتخاذه عبادة دائرة بدوران الأوقات فيه تغيير الشريعة، وتشبيه غير المشروع بالمشروع، وفي اتخاذ يوم المولد عيدا مضاهاة للشريعة بالتزام كيفية وهيئة معينة[13].[*]
من جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال[14].[*]
لا يعظم النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالوجه الذي شرع به تعظيمه[15].[*]
لو كانت ليلة المولد تحدث فيها عبادة زائدة على سائر الليالي لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها اختلاف، والواقع أنهم اختلفوا فيها فقيل: إنه ولد عليه الصلاة والسلام في رمضان، وقيل: في ربيع، وقيل غير ذلك على أربعة أقوال[16].[*]
لو فتح هذا الباب لجاء قوم فقالوا: يوم هجرته إلى المدينة يوم أعز الله فيه الإسلام فيجتمع فيه ويتعبد، ويقول آخرون: الليلة التي أسري به فيها حصل له الشرف ما لا يقدر قدره فتحدث فيها عبادة فلا يقف ذلك عند حد، والخير كله في اتباع السلف الصالح الذين اختارهم الله له فما فعلوا فعلناه وما تركوا تركناه[17].[*]
الاحتفال بالمولد طريقة نصرانية لا يعرفه أهل الإسلام مطلقًا قبل عهد الدولة العبيدية في مصر[18].[/list]