حينما تشتري دفترًا جديدًا وتقلب بين صفحاته ، تسأل نفسك:
هل أستطيع أن أملأ صفحاته البيضاء ،
وربما تكون من أصحاب العزيمة والإصرار فتقول :
غدًا أملا هذه الصفحات .. وربما يكون غيرك من
أصحاب التواني والفتور فيقول:
العمر طويل وسواء ملأتها اليوم أو غدًا .. فلا فرق ..
الكل يفكر في الوقت الذي يستغرقه لملء أوراق هذا الدفتر البيضاء ،
فمن الناس من ينشط ومنهم من يكسل ..
ولكن العبرة ليست بالنشاط والكسل والسرعة والبطء والهمة والعجز ،
بقدر ما هي بالنوع .. نعم ؛ نوع ما ستملأ به هذه الصفحات..
وإذا نظر المؤمن إلى أوراق هذا الدفتر،
وتأمل ما فيها وتخيل أن هذه هي صحيفته ..
كتابه الذي سيأخده يوم القيامة ، وهو الآن بين يديك ،
أبيض ليس فيه خط واحد ، فبماذا تحب أن تملأه؟
إنك إذا خططت خطًا معوجًا أو كتبت كلمة خطأً ،
رجعت إليها ومسحتها ، فلماذا لا ترجع إلى
أفعالك وتقف مع أعمالك لتنظر الحسن من السيء، والجميل من القبيح،
فتثبت الحسن والجميل، وتمحو السيء والقبيح..
إن هذا بكل بساطة هو معنى أن تحاسب نفسك.