قصر الحكم .. هو من القصور العريقة في المملكة العربية السعودية ، ويعد من أهم القصور الملكية القديمة لكونه كان مقرا للإمارة والحكم في عهد الدولة السعودية الثانية ، وأقيمت فيه العديد من الأحداث التاريخية الهامة ، وفي العصر الحالي فقد أعادت الهيئة العامة لتطوير مدينة الرياض بنائه من جديد بأمر من الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرا على منطقة الرياض .
أعدت الهيئة العامة لتطوير الرياض مفاجاة مذهلة لكل مواطني المملكة في عيد الأضحى المبارك .. وفي مقالنا نستعرض تقرير شامل عن قصر الحكم ، وسنتعرف على المفاجأة التي تقدمها الهيئة للمواطنين .
تاريخ :
يعود بناء قصر الحكم إلى عهد دهام بن دواس عندما كان حاكما للرياض وسمى القصر حينذاك بقصر دهام بن دواس ، وذلك في عام 1160 هـ ، وبعد تأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله آل سعود ، أعاد بناء القصر مرة أخرى بتصميم جديد حيث قام بعمل بعض الإصلاحات على القصر وقام بتغيير التصميم العمراني له حيث بنى أجنحة وأبراج ، وأصبح القصر مقرا للإمام تركي إلى أن توفي رحمه الله ، وبعدها سكن فيه الإمام فيصل بن تركي وأحدث بعض التغييرات في القصر حيث بنى ممرا علويا مرتبطا بالجامع الكبير ، وظل القصر مقرا للحكام إلى أن تم هدمه في أواخر الدولة السعودية الثانية .
بعدما استرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مدينة الرياض واسس المملكة العربية السعودية ، قام بإعادة بناء قصر الحكم في نفس المكان السابق سنة 1319 هـ وكانت هذه ولادة جديدة لقصر الحكم ولكن بتصميم وطابع مختلف ، واتخذه الملك عبدالعزيز مقرا له في عام 1330 أي بعد انتهاء البناء ، إلى عام 1357 هـ ، حيث اتخذ من قصر المربع مقرا له وبنى حوله عدة قصور لأبنائه ، وأمر ببناء قصرا كبيرا أمام قصر الحكم من الجهة الشمالية وخصصه لاستقبال الضيوف ، وقام بعد ذلك ببناء ثلاثة جسور صنع سقفها من الخشب تربط ما بين قصر الحكم وقصر الضيوف وجامع الإمام تركي بن عبدالله وقصور العائلة .
قصر الحكم قبل التطوير :
يتكون القصر من طابقين وأربعة أجنحة ، وكل جناح من هذه الأجنحة عبارة عن غرفة واسعة وبها سلالم وقاعات وباحات ، وأكبر هذه الأجنحة هو الجناح الشمالي الذي يتميز بوسعه الكبير ويعتبر من أهم الأجنحة في القصر ، أما الدور الأرضي فيحتوي على مخازن خاصة بحفظ الطعام وصالة كبيرة لتناول الطعام ، أما الدور الأول فيحتوي على مجالس الملك الخاصة والعامة بالإضافة إلى ستة عشر شعبة خاصة بأعمال الديوان الملكي .
أما الجناح الشرقي والجنوبي فقد تم تخصيصهما للأعمال المكتبية حيث تحتوي على مكاتب ومستلزمات خاصة بالشئون الملكية ، ومكاتب لإدارة الجيش بالإضافة إلى مساكن الحراس والخدم في القصر ، وفوق هذه المساكن تم بناء قاعة خاصة تستخدم كمصلى للملك وحاشيته .
يحتوي القصر على أربعة أبراج وبوابتان كبيرتان ، يبلغ ارتفاعهما حوالي ثلاثة أمتار وعرضهما حوالي أربعة أمتار ، حيث توجد البوابة الأولى في شرق القصر والبوابة الثانية في شماله ، كما يوجد داخل القصر مدرسة للأبناء ومكتبة .