[size=48]من هو الخليفة والإمام الحقيقي ؟

بلا شك أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار الخليفة الحقيقي في الأرض من بين الناس ويجعله إماما لهم , وهم الأنبياء فقط لا غير ليهدوا الناس بأمر الله - فكل نبي استخلفه الله في الأرض وجعله إمام للناس خلال حياته وفي زمانه حتى يأتي نبي بعده , فهو إمام مهدي هداية ربانية أي بوحي من الله سبحانه وتعالى مباشرة ليهدي الناس بأمر الله , والله سبحانه وتعالى هو الذي يصطنع لنفسه الخليفة الذي يؤم الناس لهدايتهم إلى الصراط المستقيم , كما اصطنع موسى لنفسه ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي )

من الأدلة في القرآن الكريم :
- وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
- وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)
- وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
- وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)
- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)

هذه هي الإمامة الحقيقية العامة المعصومة والمُعينة من قِبل الله تعالى , يعني الله هو الذي يجعل ( يصطفي ) من الناس ما يشاء ليكون خليفته في الأرض يؤم الناس ويهديهم صراطه المستقيم , فهذا الخليفة أو الإمام هو ولي أمر الناس هو راع بالنسبة لهم وهم رعيته في أمور الدين , أي مولاهم في الجانب الروحي , وهؤلاء هم الذين استخلفهم الله في الأرض كخلافة ( داوود عليه السلام ) ليؤموا الناس جميعا , وهؤلاء الأئمة هم الذين وجبت بيعتهم ومن مات وليس له إمام مات ميتة الجاهلية

ومن الأدلة في السنة النبوية الشريفة :
[ 4573 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ............... الخ )
[ 16389 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا محمد بن سابق ثنا عاصم بن محمد عن زيد بن محمد عن نافع وسالم عن عبد الله بن عمر قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع فلما رآه قال هاتوا لأبي عبد الرحمن وسادة قال إني لم أجئك لأجلس إنما جئتك لأحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عاصم إلا أنه لم يذكر سالما في إسناده
[ 403 ] أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يحيى بن سعيد قال كتب إلي خالد بن أبي عمران قال حدثني نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه وقال من مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية الحديث الرابع فيما يدل على إجماع العلماء حجة
[ 259 ] حدثني أبو منصور محمد بن القاسم العتكي ثنا أبو سهل حسن بن سهل اللباد ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه قال ومن مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية ........................... الخ )

الوحي شرطا أساسيا لعصمة ( الخليفة / الإمام ) وهو الرسول :
يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
غاية الله سبحانه وتعالى من عصمة الرسول هي أن يتمكن الرسول من إبلاغ ما أُنزل إليه من ربه , وهذا الإمام المُعين من قِبل الله سبحانه وتعالى هو الإمام الحقيقي الذي استخلفه الله في الأرض وهو الرسول المرسل من الله سبحانه وتعالى يهدي الناس ويؤمهم بوحي من الله ولا ينطق هذا الإمام عن الهوى بل هو وحي يوحى , وليس خلافة راشدة استخلفها البشر أيا كانت منزلتهم عند الله فهي خلافة راشدة تلي كل نبي سواء اختاره النبي أو المؤمنين ليؤمهم , لكن في النهاية هي من تعيين واختيار البشر وليس من اختيار الله , والبشر ليس معصوما بوحي من الله فقد يصيب وقد يخطأ , واختيار الرسول (ص) لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لولاية أمر المسلمين ليكون إمامهم ومولاهم من بعده , فهي إمامة غير معصومة لأن الرسول (ص) لا يوحي للناس شيئا ولا يكون الوحي إلا من الله سبحانه وتعالى الموجود أزلا وأبدا , والنبي (ص) قد توفى ولحق بالرفيق الأعلى , فهو لم يكن إله والعياذ بالله كي يعصم أحد من عشيرته بوحي سواء كان علي رضي الله عنه أو غيره !! , لأن الوحي الذي يعصم الإمام الذي استخلفه الله في الأرض لابد أن يكون من عند الله تعالى فقط , وإذا قال الأخوة الشيعة أئمتهم الإثنى عشر معصومين والوحي ليس شرطا للعصمة , فبأي وحي عُصموا ؟!! - فهذا قول باطل
إذن البشر يختارون لهم ( إمام بشري ) أي من اختيارهم ( إمام بشري ) - تابعا للإمام الذي اختاره الله ( الإمام الرباني )

[size=32]الولاية : [/size]
الأخوة الشيعة هدانا وهداهم الله يقولون أنها نزلت في الإمام علي ! - ويستدلون بحديث الموالاة وهذه الآية :
- إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)
وكأنه لا يوجد مؤمن بعد الرسول ص سوى الإمام علي رضي الله عنه , مع أن خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم جميعا لإمامة الناس كانت باختيار البشر أي ببيعة المؤمنين لهم آنذاك , وهذه ليست البيعة الحقيقية التي يقصدها الرسول (ص) في أحاديثه وهي للأنبياء فقط , فالنبي إمام والإمام راع ومسئول عن رعيته , وكما قال صلى الله عليه وسلم في حق الإمام المهدي الحقيقي ( المسيح المنتظر ) بأن نبايعه ولو حبوا على الثلج , وعلى ذلك فإن البيعة العامة الحقيقية عند الله سبحانه وتعالى للأئمة المعصومين بوحي من الله حيث اصطفاهم الله من بين الناس , وهم جميع الأنبياء وآخرهم النبي محمد (ص) إمامنا وإمام الأئمة جميعا , وليس البيعة الخاصة المجازية كالبيعة لأئمة الشيعة حيث اصطفاهم البشر من أهل بيت النبي المادي ( منزله ) وهم أصحاب الكساء وذريتهم لإمامة المسلمين

خلاصة الموضوع :
الخلافة العامة لإمامة الناس : باختيار من الله تعالى - ( الإمام فيها معصوم )
الخلافة الخاصة لإمامة المسلمين : ببيعة من البشر - ( الإمام فيها غير معصوم )
[/size]