:a1:
كان يوما من أيام الصيف شديد الحرارة كانت أشعة الشمس تنبعث حارة ملتهبة حارقة وكانت ارمال ساخنة تكاد تذيب قدم كل من يظأها وكان ذو النورين -رضي الله عنه- يجلس في منزله بجوار نافدة وفجأة أبصر رجلا يسوق أمامه بعيرين صغيرين والهواء الساخن يكاد يحرق وجهه والحر الشديد يكاد يقضي عليه فتساءل ذو النورين رضي الله عنه من هذا الرجل القادم من الأفق والذي يؤدي نفسه بالخروج في هذا الجو الملتهب فقال لغلامه " خادمه " أن أخرج وتحقق من هذا القادم من بعيد وخرج الخادم وأخد يسير باتجاه القادم من بعيد ليعرف من يكون وفجأة إرتفع صوت الخادم << إنه أمير المؤمنين >> فصاح ذو النورين -رضي الله عنه - مندهشا << عمر >> ولما وصل أمير المؤمنين لدار عثمان وأدخله عثمان لداره سأله ذو النورين رضي الله عنه << ما أخرجك يا أمير المؤمنين في هذا الجو شديد الحر >> فالتفت أمير المؤمنين للبعيرين الصغيرين وقال << هذان بعيرين للصدقة من بيت مال المسلمين ابتعدى عن مرعاهما فخشيت ضياعهما فيسألني الله عنهما ويحسابني عليهما فرحت أبحث عنهما وابتعدت عن داري حتى وجدتهما فقلت إني بعيد عن داري ودار عثمان قريبة سأذهب إليه لأرتاح قليلا >> فقال عثمان << إذهب لغرفتي وأرتاح يا أمير المؤمنين وسآمر أحد الخدم بإيصال البعيرين للمراعي >> فرفض أمير المؤمنين وأصر أن يعيد البعيرين للمراعي بنفسه فقد خاف على الخادم من الحر الشديد ولم يأبه ولم يخشى على نفسه كان الفاروق يؤمن أن هذا عمله وتلك مسؤوليته وأن الله سيحاسبه عليها فلذلك لابد أن يؤدي العمل بنفسه فلم يشهد التاريخ ملكا بمثل عدله وتواضعه فلله ذرك يا ابن الخطاب