إنه عبد الله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنه-، أحد الأنصار السبعين الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بيعة العقبة الثانية، واختاره النبي صلى الله عليه وسلم نقيبًا على قومه بني سلمة، وكان ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة واضعًا نفسه وماله وأهله في خدمة الإسلام.
وشهد عبد الله بدرًا، وقاتل يومها قتال الأبطال، وفي غزوة أحد أحس عبد الله أنه لن يعود من هذه الغزوة، وكان بذلك فرحًا مستبشرًا، فنادى ابنه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، وقال له: إني لا أراني إلا مقتولاً في هذه الغزوة، بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين، وإني والله لا أدع (أترك) أحدًا بعدي أحب إليَّ منك بعد رسول الله (، وإن علي دينًا، فاقض عني ديني، واستوص بإخوتك خيرًا.
ثم قاتل -رضي الله عنه- قتال المجاهدين حتى سقط شهيدًا على أرض المعركة. وبعد انتهاء القتال، أخذ المسلمون يبحثون عن شهدائهم، وذهب جابر بن عبد الله يبحث عن أبيه، فوجده بين الشهداء، وقد مثل به المشركون كما مثلوا بغيره من شهداء المسلمين.
ووقف جابر وبعض أهله يبكون على شهيدهم، فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع صوت أخته تبكي، فقال لها: صلى الله عليه وسلم تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه [متفق عليه].
يقول جابر: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا جابر، مالي أراك منكرًا مهتمًّا؟" قلت: يا رسول الله، استشهد أبي، وترك عيالاً وعليه دين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا (أي مواجهة ليس بينهما حجاب)، فقال: يا عبدي سلني أعطك، فقال، أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيًا، فقال الله له: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، فقال عبد الله:يا رب، أبلغ من ورائي، فأنزل الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [آل عمران: 196-197]._[الترمذي وابن ماجه].
وبعد مرور ست وأربعين سنة على دفنه، نزل سيل شديد غطى أرض القبور، فسارع المسلمون إلى نقل جثث الشهداء، وكان جابر لا يزال حيًّا، فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه عبد الله بن عمرو ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح، فوجدهما في قبرهما نائمين كأنهما ماتا بالأمس لم يتغيرا.
عبد الله بن حرام رضي الله عنه
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
موعدنا اليوم مع أحد النقباء الذين بايعوا ليلة العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أحد .. انه الرجل الذي ظلته الملائكة بأجنحتها وكلمه ربه بغير حجاب .. انه الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام .. والد جابر بن عبد الله رضى الله عنهما
يقول كعب بن مالك رضى الله عنه : خرجنا إلى الحج .. وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق
ومعنا عبد الله بن عمرو .. فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا .. وإنا نرغب بك عما انت فيه ان تكون حطبا للنار غدا .. ثم دعوناه إلى الإسلام .. وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة
قال : فأسلم وشهد معنا العقبة .. وكان نقيبا .. فلقد أراد النبى من أصحاب بيعة العقبة أن ينتخبوا من بينهم اثنى عشر زعيما يكونوا نقباء على قومهم .. فكان عبد الله بن عمرو بن حرام من نقباء الخزرج
وانطلق بعد إسلامه رضي الله عنه يدعو إلى دين الحق .. ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ظل عبدالله ملازما له ينهل من هديه وعلمه وأخلاقه
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : لما حضر أحد .. دعاني أبي من الليل فقال : ما أراني إلا مقتولا فى أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وإني لا اترك بعدي أعز عليّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن عليّ ديناً .. فاقض واستوص بأخوتك خيرا
فأصبحنا فكان أول قتيل
قال : قلت يا رسول الله إن أبي ترك ديناً عليه وليس عندي ما أفيه به إلا ما يخرجه ثمر نخيله .. ولو عمدت إلى وفاء دينه من ذلك الثمر لما اديته فى سنين .. ولا مال لأخوتي أنفق عليهن منه غير هذا
فقام رسول الله معي إلى بيدر تمرنا "الموضع الذى يكوم فيه التمر" وقال لي ادع غرماء ابيك .. فدعوتهم .. فما زال يكيل لهم منه حتى أدى الله عن أبي دينه كله من تمر تلك السنة .. ثم إني نظرت إلى البيدر فوجدته كما هو .. كأنه لم تنقص منه تمرة واحدة
عن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم أحد جئ بأبي مُغطى .. فأردت أن أرفع الثوب .. فنهاني قومي .. فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت باكية
فقال : من هذه ؟
فقالوا : بنت عمرو .. أو أخت عمرو ؟
فقال : ولمَ تبكي ؟ .. فما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها حتى رفع
عن جابر بن عبد الله قال : لما قتل عبد الله بن عمرو يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك ؟
قلت بلى
قال : ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب .. وكلم الله اباك كفاحاً .. أي مواجةً ليس بينهما حجاب .. فقال يا عبدي تمنَّ عليّ أعطك .. قال : يا رب تحيينى فأُقتلُ فيك ثانية .. قال إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) .. قال يارب فأبلغ من ورائي .. فأنزل الله عز وجل هذه الآية : (ولا تحسين الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)
الجدير بالذكر ان عبد الله بن عمرو بن حرام كان صهر الصحابي الجليل عمرو بن الجموح .. واستشهد الاثنان في غزوة أحد .. و دفنا معا في نفس القبر بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
موعدنا اليوم مع أحد النقباء الذين بايعوا ليلة العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أحد .. انه الرجل الذي ظلته الملائكة بأجنحتها وكلمه ربه بغير حجاب .. انه الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام .. والد جابر بن عبد الله رضى الله عنهما
- قصة إسلامه
يقول كعب بن مالك رضى الله عنه : خرجنا إلى الحج .. وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق
ومعنا عبد الله بن عمرو .. فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا .. وإنا نرغب بك عما انت فيه ان تكون حطبا للنار غدا .. ثم دعوناه إلى الإسلام .. وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة
قال : فأسلم وشهد معنا العقبة .. وكان نقيبا .. فلقد أراد النبى من أصحاب بيعة العقبة أن ينتخبوا من بينهم اثنى عشر زعيما يكونوا نقباء على قومهم .. فكان عبد الله بن عمرو بن حرام من نقباء الخزرج
وانطلق بعد إسلامه رضي الله عنه يدعو إلى دين الحق .. ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ظل عبدالله ملازما له ينهل من هديه وعلمه وأخلاقه
- الله يتولى سداد دينه
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : لما حضر أحد .. دعاني أبي من الليل فقال : ما أراني إلا مقتولا فى أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وإني لا اترك بعدي أعز عليّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن عليّ ديناً .. فاقض واستوص بأخوتك خيرا
فأصبحنا فكان أول قتيل
قال : قلت يا رسول الله إن أبي ترك ديناً عليه وليس عندي ما أفيه به إلا ما يخرجه ثمر نخيله .. ولو عمدت إلى وفاء دينه من ذلك الثمر لما اديته فى سنين .. ولا مال لأخوتي أنفق عليهن منه غير هذا
فقام رسول الله معي إلى بيدر تمرنا "الموضع الذى يكوم فيه التمر" وقال لي ادع غرماء ابيك .. فدعوتهم .. فما زال يكيل لهم منه حتى أدى الله عن أبي دينه كله من تمر تلك السنة .. ثم إني نظرت إلى البيدر فوجدته كما هو .. كأنه لم تنقص منه تمرة واحدة
- الملائكة تظله بأجنحتها
عن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم أحد جئ بأبي مُغطى .. فأردت أن أرفع الثوب .. فنهاني قومي .. فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت باكية
فقال : من هذه ؟
فقالوا : بنت عمرو .. أو أخت عمرو ؟
فقال : ولمَ تبكي ؟ .. فما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها حتى رفع
- الله يكلمه من دون حجاب
عن جابر بن عبد الله قال : لما قتل عبد الله بن عمرو يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك ؟
قلت بلى
قال : ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب .. وكلم الله اباك كفاحاً .. أي مواجةً ليس بينهما حجاب .. فقال يا عبدي تمنَّ عليّ أعطك .. قال : يا رب تحيينى فأُقتلُ فيك ثانية .. قال إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) .. قال يارب فأبلغ من ورائي .. فأنزل الله عز وجل هذه الآية : (ولا تحسين الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)
الجدير بالذكر ان عبد الله بن عمرو بن حرام كان صهر الصحابي الجليل عمرو بن الجموح .. واستشهد الاثنان في غزوة أحد .. و دفنا معا في نفس القبر بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم
والله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة
إذا قيل اسم عمرو بن الجموح فيجب أن يرد إلى الأذهان تلك الكلمة الخالدة لنتعلم منها كيف كان الرجال حقاً و كيف كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يختار أصحابه و يعلمهم و يسقيهم من هديه الشريف
- قصة اسلامه :حينما يرشد الابن أباه
كان سيدنا عمرو واحدا من زعماء المدينة و سيدا من سادات بنى سلمة سبقه الى الإسلام ابنه معاذ و كان واحدا من الأنصار السبعين الذين بايعوا النبي فى البيعة الثانية و كان معاذ و صديقه معاذ بن جبل يدعوان للاسلام بين أهل المدينة فى حماسة الشباب المؤمن الجرئ
الجدير بالذكر هنا ان معاذ بن عمرو بن الجموح هو الذي قتل ابو جهل في غزوة بدر
و كان من عادة الناس ان يتخذ الأشراف فى بيوتهم أصناما غير تلك الكبيرة المنصوبة و التى يؤمها الناسو اتفق معاذ بن عمرو بن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل أن يجعلا من صنم والده سخرية .. فكانا يحملانه ليلا و يطرحانه فى حفرة يلقى فيها الناس فضلاتهم .. فيصبح عمرو فلا يجد صنمه فى مكانه فيبحث عنه حتى يجده فى تلك الحفرة فيثور و يقول : ويلكم ... من اعتدى على آلهتنا الليلة ؟ ثم يغسله و يطهره و يطيبه فإذا جاء الليل صنع المعاذان ما يفعلانه كل ليلة
حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه و وضعه فى عنق الصنم و قال له : إن كان فيك خير فدافع عن نفسك
فلما أصبح لم يجده مكانه .. بل وجده فى الحفرة .. و ليس وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت فى حبل وثيق .. فتركه في الحفرة وقال .. والله لو كنت إلهاً ماكنت انت وكلب وسط حفرة
ثم ما لبث ان دخل في دين الله
- صــفـــاتــــه
الكرم
كان سيدنا عمرو مفطورا على الجود والسخاء و لكن الإسلام زاده جودا فوضع كل ماله فى خدمة دينه و اخوانه
القيادة
سأل الرسول عليه الصلاة والسلام جماعة من بنى سلمة - قبيلة عمرو بن الجموح - فقال : من سيدكم يا بنى سلمة
قالوا : الجد بن قيس على بخل فيه
فقال عليه الصلاة و السلام : و أى داء أدوى من البخل !! بل سيدكم الجعد الأبيض ، عمرو بن الجموحفكانت هذه الشهادة من رسول الله عليه الصلاة والسلام تكريما لابن الجموح
- فدائية و بطولة
ربما هما الصفتان الثالثة و الرابعة و لكن يجب أن تفرد لهما فقرة مستقلة لأن له مع الرجولة و البطولة حكايات لو تعلمناها لكفى
مثلما كان سيدنا عمرو يجود بماله فى سبيل الله أراد أن يجود بروحه و حياته
و لكن كيف السبيل ؟؟
إن فى ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك فى قتال ... وله أربعة أولاد كلهم مسلمون و كلهم رجال كالأسود ، كانوا يخرجون مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الغزو و يثابرون على فريضة الجهاد
و لقد حاول عمرو أن يخرج فى غزوة بدر فتسلل أبناؤه إلى النبي عليه الصلاة والسلام كى يقنعه بعدم الخروج .. و فعلا .. أخبره النبي أن الإسلام يعفيه من الجهاد كفريضة و ذلك لعرجه الشديدإلا أنه راح يلح و يرجو .. ولكن أمره الرسول بالبقاء فى المدينة
و جاءت غزوة أحد
فذهب عمرو إلى النبي يتوسل اليه أن يأذن له و قال له : يا رسول الله إن اولادي يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ... و و الله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتى هذه الجنة
و أمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه الصلاة السلام بالخروج فأخذ سلاحه و انطلق فى فرح و سرور و دعا ربه بصوت عالى .. اللهم ارزقني الشهادة و لا تردني إلى أهلي
و التقى الجمعان يوم أحد
و انطلق عمرو بن الجموح و أبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك و الظلام و كان عمرو بن الجموح ينطلق وسط معمعة المعركة و مع كل انطلاقة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية
كان يضرب الضربة بيمينه ثم يتلفت حوله فى الأفق الأعلى كأنه يتعجل قدوم الملك الذى سيقبض روحه ثم يصحبها إلى الجنة
أجل .. فلقد سأل ربه الشهادة و هو واثق أن الله سبحانه و تعالى استجاب له
صدق الله ، فصدقه الله
- استشهاده و دفنه
جاء ما كان ينتظر .. ضربة سيف أومضت معلنةً ساعة الزفاف .. زفاف شهيد مجيد إلى جنات الخلد و فردوس الرحمن
و قال الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين : اجعلوا عبد الله بن حرام و عمرو بن الجموح في قبر واحد فإنهما كانا فى الدنيا متحابين متصافيين
و الجدير بالذكر أن سيدنا عمرو كان صهر سيدنا عبد الله
و دفن الحبيبان الشهيدان الصديقان في قبر واحد تحت ثرى الأرض التى تلقت جثمانيهما الطاهرين بعد أن شهدت بطولتهما الخارقة
- و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا
و بعد مضي ست و أربعين سنه (46) على دفنهما نزل سيل شديد غطى أرض القبور بسبب عين ماء أجراها معاوية ... فسارع المسلمون إلى نقل رفات الشهداء فإذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا فى نقل رفاتهم : لينة أجسادهم .. تنثنى أطرافهم
و كان جابر بن عبد الله بن حرام لا يزال حيا ، فذهب مع أهله لينقل رفات والده ( عبد الله) و زوج عمته (عمرو بن الجموح) فوجدهما فى قبريهما كأنهما نائمين لم تأكل الأرض منهم شيئا و لم تفارق شفاههما بسمة الرضا و الغبطة التى كانت يوم دُعيا للقاء الله
أتعجبون .. ؟
كلا ، لا تعجبوا . فإن الأرواح الكبيرة التقية النقية تترك فى الأجساد التى كانت بيتا لها قدرا من المناعة يصد عنها عوامل التحلل و سطوة التراب
رضي الله عن عمرو بن الجموح وعن الصحابة اجمعين
- محطات
الدعوة بالحسنى
بداية من قصة إسلامه حتى استشهاده نرى دور الشباب الواعى ... الشباب المثقف ... الشباب المؤمن حقا ... و الشباب الفاهم لدينه و الذى يعرف كيف يوقر الكبار
وجدنا سيدنا معاذ بن عمرو بن الجموح مسلما صادقا و أبوه مازال يعبد الأصنام .. و يالها من فجوة بينهما .. و لكن انظر اخي .. كيف تعامل الشاب المهذب المسلم حقا مع الموقف
لم نجده يسب أبيه و لا يحاول إجباره على شئ و إنما بذكاءه و بهداية الله وتوفيقه استطاع أن يأخد بيد والده من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام
هذا هو الشباب المسلم الذى تربى على يد رسول الله و اتبعوا نهجه و ساروا على خطاه
ارجوك أن تحاول رؤية هذا الشعاع المنير
الرجولة
كم منا لا يستطيع أن يترك فراشه فى الشتاء من أجل ركعتين لله فى الثلث الأخير من الليل ؟ بل كم منا لا يستطيع صيام يوما لله فى الصيف ؟ بل - و للأسف - كم منا لا يستطيع أن يترك فيلما يشاهده أو موقع يتصفحه من أجل تلبية فروض الله ؟
ها هو سيدنا عمرو بن الجموح - على عرج فيه - يصر إصرار الأسود على الخروج للجهاد بينما كان يستطيع أخذ الرخصة بكل سهولة و يجلس فى بيته منتظرا العائدين من المعركة
و لكن كيف لـ " رجل " مثل ابن الجموح أن يُفَوت فريضة الجهاد بل و أراد أن يطأ الجنة بعرجته
اللهم اجمعنا بسيدنا عمرو بن الجموح فى الجنة و وفقنا و اهدنا و اشرح صدورنا كما شرحت صدره
والله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة
إذا قيل اسم عمرو بن الجموح فيجب أن يرد إلى الأذهان تلك الكلمة الخالدة لنتعلم منها كيف كان الرجال حقاً و كيف كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يختار أصحابه و يعلمهم و يسقيهم من هديه الشريف
- قصة اسلامه :حينما يرشد الابن أباه
كان سيدنا عمرو واحدا من زعماء المدينة و سيدا من سادات بنى سلمة سبقه الى الإسلام ابنه معاذ و كان واحدا من الأنصار السبعين الذين بايعوا النبي فى البيعة الثانية و كان معاذ و صديقه معاذ بن جبل يدعوان للاسلام بين أهل المدينة فى حماسة الشباب المؤمن الجرئ
الجدير بالذكر هنا ان معاذ بن عمرو بن الجموح هو الذي قتل ابو جهل في غزوة بدر
و كان من عادة الناس ان يتخذ الأشراف فى بيوتهم أصناما غير تلك الكبيرة المنصوبة و التى يؤمها الناسو اتفق معاذ بن عمرو بن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل أن يجعلا من صنم والده سخرية .. فكانا يحملانه ليلا و يطرحانه فى حفرة يلقى فيها الناس فضلاتهم .. فيصبح عمرو فلا يجد صنمه فى مكانه فيبحث عنه حتى يجده فى تلك الحفرة فيثور و يقول : ويلكم ... من اعتدى على آلهتنا الليلة ؟ ثم يغسله و يطهره و يطيبه فإذا جاء الليل صنع المعاذان ما يفعلانه كل ليلة
حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه و وضعه فى عنق الصنم و قال له : إن كان فيك خير فدافع عن نفسك
فلما أصبح لم يجده مكانه .. بل وجده فى الحفرة .. و ليس وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت فى حبل وثيق .. فتركه في الحفرة وقال .. والله لو كنت إلهاً ماكنت انت وكلب وسط حفرة
ثم ما لبث ان دخل في دين الله
- صــفـــاتــــه
الكرم
كان سيدنا عمرو مفطورا على الجود والسخاء و لكن الإسلام زاده جودا فوضع كل ماله فى خدمة دينه و اخوانه
القيادة
سأل الرسول عليه الصلاة والسلام جماعة من بنى سلمة - قبيلة عمرو بن الجموح - فقال : من سيدكم يا بنى سلمة
قالوا : الجد بن قيس على بخل فيه
فقال عليه الصلاة و السلام : و أى داء أدوى من البخل !! بل سيدكم الجعد الأبيض ، عمرو بن الجموحفكانت هذه الشهادة من رسول الله عليه الصلاة والسلام تكريما لابن الجموح
- فدائية و بطولة
ربما هما الصفتان الثالثة و الرابعة و لكن يجب أن تفرد لهما فقرة مستقلة لأن له مع الرجولة و البطولة حكايات لو تعلمناها لكفى
مثلما كان سيدنا عمرو يجود بماله فى سبيل الله أراد أن يجود بروحه و حياته
و لكن كيف السبيل ؟؟
إن فى ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك فى قتال ... وله أربعة أولاد كلهم مسلمون و كلهم رجال كالأسود ، كانوا يخرجون مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الغزو و يثابرون على فريضة الجهاد
و لقد حاول عمرو أن يخرج فى غزوة بدر فتسلل أبناؤه إلى النبي عليه الصلاة والسلام كى يقنعه بعدم الخروج .. و فعلا .. أخبره النبي أن الإسلام يعفيه من الجهاد كفريضة و ذلك لعرجه الشديدإلا أنه راح يلح و يرجو .. ولكن أمره الرسول بالبقاء فى المدينة
و جاءت غزوة أحد
فذهب عمرو إلى النبي يتوسل اليه أن يأذن له و قال له : يا رسول الله إن اولادي يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ... و و الله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتى هذه الجنة
و أمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه الصلاة السلام بالخروج فأخذ سلاحه و انطلق فى فرح و سرور و دعا ربه بصوت عالى .. اللهم ارزقني الشهادة و لا تردني إلى أهلي
و التقى الجمعان يوم أحد
و انطلق عمرو بن الجموح و أبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك و الظلام و كان عمرو بن الجموح ينطلق وسط معمعة المعركة و مع كل انطلاقة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية
كان يضرب الضربة بيمينه ثم يتلفت حوله فى الأفق الأعلى كأنه يتعجل قدوم الملك الذى سيقبض روحه ثم يصحبها إلى الجنة
أجل .. فلقد سأل ربه الشهادة و هو واثق أن الله سبحانه و تعالى استجاب له
صدق الله ، فصدقه الله
- استشهاده و دفنه
جاء ما كان ينتظر .. ضربة سيف أومضت معلنةً ساعة الزفاف .. زفاف شهيد مجيد إلى جنات الخلد و فردوس الرحمن
و قال الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين : اجعلوا عبد الله بن حرام و عمرو بن الجموح في قبر واحد فإنهما كانا فى الدنيا متحابين متصافيين
و الجدير بالذكر أن سيدنا عمرو كان صهر سيدنا عبد الله
و دفن الحبيبان الشهيدان الصديقان في قبر واحد تحت ثرى الأرض التى تلقت جثمانيهما الطاهرين بعد أن شهدت بطولتهما الخارقة
- و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا
و بعد مضي ست و أربعين سنه (46) على دفنهما نزل سيل شديد غطى أرض القبور بسبب عين ماء أجراها معاوية ... فسارع المسلمون إلى نقل رفات الشهداء فإذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا فى نقل رفاتهم : لينة أجسادهم .. تنثنى أطرافهم
و كان جابر بن عبد الله بن حرام لا يزال حيا ، فذهب مع أهله لينقل رفات والده ( عبد الله) و زوج عمته (عمرو بن الجموح) فوجدهما فى قبريهما كأنهما نائمين لم تأكل الأرض منهم شيئا و لم تفارق شفاههما بسمة الرضا و الغبطة التى كانت يوم دُعيا للقاء الله
أتعجبون .. ؟
كلا ، لا تعجبوا . فإن الأرواح الكبيرة التقية النقية تترك فى الأجساد التى كانت بيتا لها قدرا من المناعة يصد عنها عوامل التحلل و سطوة التراب
رضي الله عن عمرو بن الجموح وعن الصحابة اجمعين
- محطات
الدعوة بالحسنى
بداية من قصة إسلامه حتى استشهاده نرى دور الشباب الواعى ... الشباب المثقف ... الشباب المؤمن حقا ... و الشباب الفاهم لدينه و الذى يعرف كيف يوقر الكبار
وجدنا سيدنا معاذ بن عمرو بن الجموح مسلما صادقا و أبوه مازال يعبد الأصنام .. و يالها من فجوة بينهما .. و لكن انظر اخي .. كيف تعامل الشاب المهذب المسلم حقا مع الموقف
لم نجده يسب أبيه و لا يحاول إجباره على شئ و إنما بذكاءه و بهداية الله وتوفيقه استطاع أن يأخد بيد والده من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام
هذا هو الشباب المسلم الذى تربى على يد رسول الله و اتبعوا نهجه و ساروا على خطاه
ارجوك أن تحاول رؤية هذا الشعاع المنير
الرجولة
كم منا لا يستطيع أن يترك فراشه فى الشتاء من أجل ركعتين لله فى الثلث الأخير من الليل ؟ بل كم منا لا يستطيع صيام يوما لله فى الصيف ؟ بل - و للأسف - كم منا لا يستطيع أن يترك فيلما يشاهده أو موقع يتصفحه من أجل تلبية فروض الله ؟
ها هو سيدنا عمرو بن الجموح - على عرج فيه - يصر إصرار الأسود على الخروج للجهاد بينما كان يستطيع أخذ الرخصة بكل سهولة و يجلس فى بيته منتظرا العائدين من المعركة
و لكن كيف لـ " رجل " مثل ابن الجموح أن يُفَوت فريضة الجهاد بل و أراد أن يطأ الجنة بعرجته
اللهم اجمعنا بسيدنا عمرو بن الجموح فى الجنة و وفقنا و اهدنا و اشرح صدورنا كما شرحت صدره