قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، و أوفوا إذا وعدتم ، وأدّوا إذا ائتمنتم ، و احفظوا فروجكم ، و غضوا أبصاركم ، و كفوا أيديكم )
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1018
خلاصة حكم المحدث: حسن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6095
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . )
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 34
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3004
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط عليهم الموت ، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر )
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3005
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي الحديث الطويل الذي رواه البخاري ( 2782 ) ومسلم ( 1773 ) .
( ورد على لسان أبي سفيان – وكان كافراً وقت قوله – قال هرقل – عظيم الروم – لأبي سفيان : فماذا يأمركم به ( يعني النبي صلى الله عليه وسلم ) ؟
قال : يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ، ويأمرنا بالصلاة ، والصدقة ، والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة . )
الوفاء بالعهد ومنزلةُ بعضنا منه !!
ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَ الصَلاةُ وَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَبَعْد:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين:"
العهد: ما يعاهد الإنسان به غيره، و هو نوعان:
عهد مع الله عز وجل:
فإن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه:{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا }[الأعراف:172]، فقد أخذ الله العهد على عباده جميعا أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا، لأنه ربهم و خالقهم.
و عهد مع عباد الله:
ومنه العهود التي تقع بين الناس؛ بين الإنسان و بين أخيه المسلم بين المسلمين و بين الكفار،و غير ذلك من العهود المعروفة، فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد فقال عز وجل: :{ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء:34]. يعني الوفاء بالعهد مسئول عنه الإنسان يوم القيامة، يسأل عن عهده هل وفى به أم لا؟"انتهى.
وبعد:
فقد مدح الله الموفين بعهدهم . .
، بل مدح بذلك أببياءه و رسله . .
، كما قال تعالى عن إسماعيل عليه السلام:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنّهُ كَانَ صَادِقَ
الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً}
[مريم:54].
قال بن كثير رحمه الله:" هذا ثناء من الله تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام, وهو والد عرب الحجاز كلهم بأنه كان صادق الوعد. قال ابن جريج: لم يعد ربه عدة إلا أنجزها, يعني ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام بها ووفاها حقها وقال ابن جرير: حدثني يونس, أنبأنا ابن وهب, أخبرني عمرو بن الحارث أن سهل بن عقيل حدثه أن إسماعيل النبي عليه السلام وعد رجلاً مكاناً أن يأتيه فيه, فجاء ونسي الرجل, فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد, فقال: ما برحت من ههنا ؟ قال: لا. قال: إني نسيت قال: لم أكن أبرح حتى تأتيني, فلذلك {كان صادق الوعد}
وقال سفيان الثوري: يلغني أنه أقام في ذلك المكان ينتظره حولاً حتى جاءه وقال ابن شوذب: بلغني أنه اتخذ ذلك الموضع مسكناً."
و قال ابن كثير أيضا:" فصدق الوعد من الصفات الحميدة كما أن خلفه من الصفات الذميمة, قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان" ولما كانت هذه صفات المنافقين, كان التلبس بضدها من صفات المؤمنين, ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله
إسماعيل بصدق الوعد ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد, وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق الوعد أيضاً لا يعد أحداً شيئاً إلا وفى له به, وقد أثنى على أبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب, فقال: "حدثني فصدقني, ووعدني فوفى لي" ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال الخليفة أبو بكر الصديق من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتني أنجز له, فجاء جابر بن عبد الله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا" يعني ملء كفيه, فلما جاء مال البحرين أمر الصديق جابراً فغرف بيديه من المال, ثم أمره بعده فإذا هو خمسمائة درهم فأعطاه مثليها معها." انتهى.
قال السعدي رحمه الله:" أي : لا يعد وعدا ، إلا وفى به ، وهذا شامل للوعد الذي يعقده مع الله أو مع العباد . ولهذا لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه له قال : " ستجدني إن شاء الله من الصابرين " وفى بذلك ومكن أباه من الذبح ، الذي هو أكبر مصيبة تصيب الإنسان "
و قال تعالى مادحا عباده المؤمنين المتقين:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[البقرة:177].
قال القرطبي رحمه الله:" قوله تعالى: "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" أي فيما بينهم وبين اللّه تعالى وفيما بينهم وبين الناس."
و قال بن كثير رحمه الله:" وقوله: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا}, كقوله: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق} وعكس هذه الصفة النفاق كما صح في الحديث "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتمن خان" وفي الحديث الاَخر: "وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر,وإذا خاصم فجر"
و يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بالعهود: