شرح وتفسير:وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ....
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) بعد أن قام الله عز وجل بتنظيم العلاقات الأسرية ، وأرسى نظامها، بدأ بتنظيم العلاقات الإنسانية العامة بما فيها الأقربون وغيرهم، وذلك بعد أن بين ما يجب على الإنسان تجاه الخالق، حيث أمر الله العباد بأن يعبدوه حق العبادة ، ولا يجعلوا له ندا أو شريكا من حجر أو جماد أو نبات أو ملائكة أو بشر ،فإنه هو الإله الواحد الذي شريك له، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " أتدري ما حق الله على العباد؟" قال: الله ورسوله أعلم ، قال : "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " ثم قال: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ أن لا يعذبهم ". ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود، وكثيرا ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين في القرآن الكريم، تأكيدا للزوم الإحسان إليهما. ثم أوصى بالإحسان إلى ذي القربى، وهدا تعميم بعد تخصيص ، ثم أوصى باليتامى ، ثم المساكين ، ثم الجار ذي القربى وهو الذي بينك وبينه قرابة وهذا له حقان : حق الجوار ، وحق القرابة . ثم الجار الجنب وهو الذي ليس بينك وبينه قرابة ، ثم الصاحب بالجَنب وهو صاحبك الذي يرافقك، سواء كان في عمل أو دكان أو مدرسة أو سفر أو حضر أو غيرهما .ثم ابن السبيل وهو المسافر المنقطع عن بلده سواء كان ثريا أم لا .ثم أوصى بملك الأيمان من العبيد والإماء ، وقد أطلق سبحانه الإحسان الى هؤلاء ليشمل صنوف الحفاوة والإكرام، وقد كان تأكيد الإسلام بالإحسان الى هؤلاء تمشياً مع روحه العام في توثيق صلة البشر بعضهم مع بعض، وجمعهم في رباط الود والحب والوئام. ثم أخذ سبحانه ببيان الصفات التي تفسد هذا الود والحب والوئام وأنه مبغض لها، ألا وهي كل مختال متبختر متكبر، والفخور الذي يفخر بمناقبه كبراً واعتزازاً وتطاولاً، وكثيراً ما يتطاول ويتكبر فلا يحسن إلى الأصناف المذكورة في الآية الكريمة، ألا فأنعم به من شرع حكيم. |