بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

اثبات ان الله عز وجل يتكلم اذا شاء كيف شاء بقدرته ومشيئته وكل ذلك بلا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل

ان الله سبحانه يتكلم وان كلامه قديم ازلي وفي نفس الوقت ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته انه يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء كما تدل عليه كثير من النصوص مثلا قوله تعالى ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون فهذا يدل على أن الله تعالى يتكلم ذلك اليوم المعين وان احاد كلام الله متجددة فيكلم الله عباده ويكلم انبياءه ويكلم اهل النار ويكلم اهل الجنة ويكلم الشهيد وذلك لأن صفة الكلام في حق الله صفة ذات باعتباره انها قديمة ازلية لم يخل منها وقت وفي نفس الوقت صفة فعلية باعتبار ان الله يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء ويكلم من شاء بلا كيف ولا تشبيه وسلفي في ذلك ائمة السلف كالبخاري ونعيم بن حماد واتفاق المسلمين كما في كتاب خلق افعال العباد وهو قول ابن خزيمة والصبغي من السلف رحمهم الله جميعا


وفي بيان الصّبغي لعقيدته الذي عرضه على ابن خزيمة قال : "وأنه ينزل تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: "هل من داع فأجيبه". فمن زعم أن علمه تنزّل أو أمره, ضلّ, ويكلّم عباده بلا كيف. {الرحمن على العرش استوى} لا كما قالت الجهمية : إنه على الملك احتوى, ولا استولى, وأنّ الله يخاطب عباده عودا وبدءاً, ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه, ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع".اهـ.


نقله الذهبي – عن الحاكم في "تاريخ نيسابور" – في سير أعلام النبلاء (14/381).
قال الامام ابن خزيمة رحمه الله
"زعم بعض جهلة هؤلاء الذين نبغوا في سنيننا هذه : أن الله لا يكرر الكلام فهم لا يفهمون كتاب الله ؛ إن الله قد أخبر في نص الكتاب في مواضع أنه خلق آدم وأنه أمر الملائكة بالسجود له ؛ فكرر هذا الذكر في غير موضع وكرر ذكر كلامه لموسى مرة ""بعد"" أخرى وكرر ذكر عيسى ابن مريم في مواضع وحمد نفسه في مواضع إلخ"))

قال الامام البخاري في صحيحه
باب قول الله تعالى كل يوم هو في شأن و ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وقوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة
قلت مراد الامام رحمه الله بقوله وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين اثبات الافعال الاختيارية لله كالنزول والاستواء والمجئ واحاد كلام الله عز وجل وغير ذلك مما ثبت من افعال الله تعالى في الكتاب والسنة كما يفهم ذلك كذلك من كتاب خلق أفعال العباد




"قال أبو عبدالله - أي الإمام البخاري – ومن الدليل على أن الله يتكلم كيف شاء، و أن اصوات العباد مؤلفة حرفا، فيها التطريب و الغمز و اللحن و الترجيع..."خلق أفعال العباد "باب خلق أفعال العباد" صفحة 33 طبعة مؤسسة الرسالة.

عقيدة الإمام نعيم بن حماد شيخ الإمام البخاري في أن صفة الكلام صفة فعل و أن سلب صفة الفعل عن الله تعالى يلزم منه وصف الله بالموت و العياذ بالله! و نقل الإمام البخاري إجماع السلف على هذه العقيدة!

"قال أبو عبدالله - أي البخاري - و لقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق و أن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حي و من لم يكن له فعل فهو ميت، و أن أفعال العباد مخلوقة، فضيق عليه حتى مضى لسبيله، و توجع أهل العلم لما نزل به.

و في اتفاق المسلمين دليل على أن نعيما و من نحا نحوه ليس بمفارق و لا مبتدع، بل البدع و الرئيس بالجهل بغيرهم أولى، إذ يفتون بالآراء المختلفة مما لم يأذن به الله."
انتهى كلام البخاري رحمه الله من كتابه خلق أفعال العباد (باب الرد على الجهمية و أصحاب التعطيل) صفحة 71

جاء في الفتح للحافظ ابن حجر ان "نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال : من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى"

الأدلة على ان الله تعالى يتكلم بقدرته ومشيئته كثيرة جدا منها قوله تعالى ((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم)) وإنما قال لهم اسجدوا بعد خلق آدم وتصويره.

وكذلك قوله تعالى: ((وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي)) الآيات كلها فكم فيها من برهان يدل على أن التكلم والخطاب وقع في ذلك الوقت. وكذلك قوله: ((فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ)) والذي ناداه هو الذي قال له: ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي)). وكذلك قوله: ((وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فيقول)) وقوله: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ)) وقوله: ((يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد))
وقال: { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [طه: 11 - 14] .
وقال - سبحانه -: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم } [الأنبياء: 83، 84] .
وقال: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [الأنبياء: 89، 90] .
وقد ذكر عزّ وجل عن النداء قوله: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62] .
وذكر عن الحكم والإرادة والمحبة قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [المائدة: 1] .
وقال: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} [الإسراء: 16] .

وتأمل نصوص القرآن من أوله إلى آخره ، ونصوص السنة ولا سيما أحاديث الشفاعة وحديث المعراج وغيرها كقوله:

((أتدرون ماذا قال ربكم الليلة))

وقوله : ((إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة))
قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حَمِدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم: قال: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي»
وفي الصحيحين عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد».
وقول: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب))
وعن أبي هريرة (ت - 57هـ) رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن عبداً أصاب ذنباً فقال: رب أصبت ذنباً فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر فقال: أي رب، أذنبت ذنباً فاغفره لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي»(81) .
وعن أبي هريرة (ت - 57هـ) رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، فيقول: يا رب كيف أعودك، وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده .
ويقول: يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني فيقول: أي رب، وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول تبارك وتعالى: أما علمت أن عبدي فلاناً استسقاك فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟
قال: ويقول: يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: أي رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلاناً استطعمك فلم تطعمه؟ أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي»(82) .
وعن أبي هريرة (ت - 57هـ) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله ينادون: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني. قال: فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها. قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار. قال: يقول: وهل رأوها. قال: يقولون: لا والله ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها. قال يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة. قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم»(83) .
والأحاديث كثيرة في هذا الباب يصعب إحصاؤها واستقصاؤها
وقد أخبر الصادق المصدوق أنه يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم وهو أعلم بهم “كيف تركتم عبادي” ،
وعن أبي سعيد الخدري (ت - 74هـ) رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك.. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب؟ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً
ويكلمهم يوم القيامة ويكلم أنبياءة ورسله وعباده المؤمنين يومئذ ، ويكلم أهل الجنة في الجنة ويسلم عليهم في منازلهم...

إلى أضعاف أضعاف ذلك من نصوص الكتاب و السنة التي إن دفعت دفعت الرسالة بأجمعها ، وإن كانت مجازاً كان الوحي كله مجازا وإن كانت من المتشابه كان الوحي كله من المتشابه وإن وجب أو ساغ تأويلها على خلاف ظاهرها ساغ تأويل جميع القرآن و السنة على خلاف ظاهره ، فإن مجيء هذه النصوص في الكتاب والسنة وظهور معانيها وتعدد انواعها واختلاف مراتبها أظهر من كل ظاهر وأوضح من كل واضح
وهناك حديث صريح في ان الله يتكلم متى شاء كيف شاء كما هو اعتقاد السلف واهل السنة والجماعة وهو هذا الحديث

وعن عبد الله رضي الله عنه قال: (إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجداً،
حتى إذا فزع عن قلوبهم، قال سكن عن قلوبهم، نادى أهل السماء: ماذا قال ربكم؟
قال صلى الله عليه وسلم: الحق، قال كذا وكذا
علقه البخاري في صحيحه (6/2719) ووصله في خلق أفعال العباد (ص138) ورواه أبو داود (3/240)
والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/237) والدارمي في الرد على الجهمية (ص172) وعبد الله في السنة (1/281) واللفظ له،
وابن خزيمة في التوحيد (ص145) والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (ص32) وابن بطة في الإبانة (1/238)
واللالكائي (2/334) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص262). وصحح الألباني في السلسلة الصحيحة (3/282 ، رقم 1293).
أما الإمام أحمد رحمه الله فقد نقل الخلال في سنته من طريق حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي عبد الله-يعني أحمد بن حنبل-: الله عز وجل يكلم عبد يوم القيامه ؟ قال: ((نعم ، فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عز وجل ، يكلم عبد ويسأله ، الله متكلم ، لم يزل الله يأمر بما يشاء ويحكم ، وليس له عدل ولا مثل ، كيف شاء وأنى شاء )) .

وفي الرد على الجهمية للإمام أحمد: ((بل نقول: إن الله لم يزل متكلماًُ إذا شاء)) ص276
قال الإمام البخاري أسأل الله أن يجزيه عن الإسلام خيرا في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:

((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق ، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعلهوأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق ، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول

فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر

وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله

وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا ((كن)) مخلوق

وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/439 وهو في المطبوع بنحوه.

فتجد هنا نصاً صريحاً من الإمام في أن كلام الله سبحانه صفة فعلية أيضاً لا كما يقول الكلابية ومن تأثر بهم أنه صفة ذات فقط وتجد الإمام ينص على أن الجهمية هم من يقول أن ((الفعل هو المفعول)) ثم يقول: (((ولذلك قالوا كن مخلوق)) ومن المعلوم أن قوله ((كن)) معلق بالإرادة بصريح كتاب الله ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً)) وتجد في صحيحه أبواب وأحاديث كثيرة كلها تدل على تعلق الكلام بالمشيئة مثل ((باب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم)) وغيرها من الأبواب
قال ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298 :

" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها ، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق،وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا،بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق،بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة،وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا،وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) وقالتعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.

وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد"
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ((والذي أقول إن غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء))13/496 والحافظ يعرف معنى إطلاق هذه العبارة جيداً فهو الناقل(( والخامس : أنه كلام الله غير مخلوق ، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء ،نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية ، وافترق أصحابه فرقتين : منهم من قال هو لازم لذاته والحروف والأصوات مقترنة لا متعاقبة ويسمع كلامه من شاء ،وأكثرهم قالوا إنه متكلم بما شاء متى شاء ، وأنه نادى موسى عليه السلام حين كلمه ولم يكن ناداه من قبل))

فهذا كله يدل على ان كلام الله تعالى متعلق بمشيئته، فيتكلم اذا شاء بما شاء كيف شاء كما قال تعالى: وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ {الأعراف:143}، فقد كلم الله موسى بكلام في وقت معين، وكان قبل ذلك موصوفا بالكلام على ما يليق به جل وعلا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكلام الله غير مخلوق عند سلف الأمة وأئمتها، وهو أيضاً يتكلم بمشيئته وقدرته عندهم لم يزل متكلماً إذا شاء فهو قديم النوع، وأما نفس النداء الذي نادى به موسى ونحو ذلك فحينئذ ناداه كما قال تعالى: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى. وكذلك نظائره، فكان السلف يفرقون بين نوع الكلام وبين الكلمة المعينة

فكلام الله ازلي فالله لم يزل ولا يزال متكلما ليس كلامه حادثا بعد ان لم يكن ردا على الكرامية اما احاد كلام الله سبحانه فمتعلقة بمشيئته فيتكلم متى شاء كيف شاء لمن شاء من عبده ونومن بجميع ما ورد في الاحاديث الصحيحة التي فيها ان الله يكلم من شاء من عباده على ظاهرها بلا تكييف ولا تشبيه كما هو مذهب اهل السنة نمرها كما جاءت على ما يليق بجلال الله وعظمته سبحانه وبحمده والحمد لله رب العالمين
نقل ابن حجر العسقلاني اجماع السلف على الله تكلم بالقرآن وانه كلام الله غير مخلوق فقال الحافظ في الفتح: ((والمنقول عن السلف اتفاقهم على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، تلقاه جبريل عن الله وبلغه جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام وبلغه صلى الله عليه وسلم إلى أمته))


وفي رسالة القادر بالله التي أجمع عليها العلماء من شتى الفرق المنتسبة للسنة وقرئت عليهم وأقروا بها وكتبوا خطوطهم عليها وأنه ليس لهم اعتقاد إلا هذا:


((أن القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم به تكلما ، وأنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل من الله ، فتلاه جبريل على محمد ، وتلاه محمد على أصحابه ، وتلاه أصحابه على الأمة ، ولم يصر بتلاوة المخلوقين له مخلوقا ؛ لأن ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به))

روى اللالكائي من طريق عبد الله بن أحمد وهو في السنة أيضاً برقم 27 قال :حدثني محمد بن إسحاق الصاغاني(ثقة) ، قال : سمعت حسن بن موسى الأشيب[الإمام أحد أتباع التابعين] ، يقول : « أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فقال حسن : أمخلوق هذا ؟ » وتجدهم يقولون من قال ((قل هو الله أحد)) مخلوق فقد كفر أو من قال: ((إنني أنا الله لا إله إلا الله )) فقد كفر

قال الإمام اللالكائي : أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد[إمام كبير ثقة ورع] قراء عليه قال : أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل[الحافظ تلميذ ابن جرير] قال: قال الإمام الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير صاحب التفسير رحمه الله:

((فاول ما نبدأ فيه القول من ذلك كلام الله عز وجل وتنزيله إذ كان من معاني توحيده: فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله عز وجل غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد ، وفي الأرض حيث حفظ ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا ، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما ، في حجر نقش ، أو في ورق خط ، أو في القلب حفظ ، وبلسان لفظ ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا ، أو اعتقد غير ذلك بقلبه ، أو أضمره في نفسه ، أو قاله بلسانه دائنا به ، فهو بالله كافر ، حلال الدم ، بريء من الله ، والله منه بريء ، بقول الله عز وجل : ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) ، وقال وقوله الحق - عز وجل - : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) . فأخبر ، جل ثناؤه ، أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسان محمد صلى الله عليه وسلم مسموع ، وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع ، في اللوح المحفوظ مكتوب ، وكذلك هو في الصدور محفوظ ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو . قال أبو جعفر : فمن روى عنا ، أو حكى عنا ، أو تقول علينا ، فادعى أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ، ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ، لا قبل الله له صرفا ولا عدلا ، وهتك ستره ، وفضحه على رءوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار)) شرح أصول إعتقاد أهل السنة ج1ص206-207 وايضاً ج2 ص397

وهو في كتاب صريح السنة المشهور لابن جرير رحمه الله ص 24-26 من تحقيق المعتوق وملخص الكتاب ذكره السيوطي في صون المنطق ص87-91.

وروى اللالكائي في سنته 2/398 والخطيب في تاريخه 8/374-375 أن أحمد ابن كامل القاضي قال : حدثني أبو عبد الله الوارق قال : كنت أورق على داود الأصبهاني فكنت عنده يوما في دهليزه مع جماعة من الغرباء ، فسئل عن القرآن فقال : القرآن الذي قاله الله : لا يمسه إلا المطهرون وقال : في كتاب مكنون غير مخلوق . وأما ما بين أظهرنا يمسه الجنب والحائض فهو مخلوق . قال القاضي أحمد بن كامل : وهذا مذهب الناشئ[أبو العباس المعتزلي الخبيث] ، وهو كفر بالله العظيم ، صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه « نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو » . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتب في الصحف والمصاحف قرآنا ، فالقرآن على أي وجه تلي وقرئ فهو واحد ، وهو غير مخلوق .انتهى

وروى الضياء في إختصاص القرآن ص 31-32 عن الإمام الحافظ أبو جعفر أحمد بن سنان القطان الواسطي (ت:259 هـ) قال:

((من زعم أن القرآن شيئين او القرآن حكاية ، فهو والله الذي لا إله إلا هو زنديق كافر ، هذا القرآن هو القرآن الذي أنزله الله على لسان جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يغير ولا يبدل ، لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، كما قال الله عز وجل: ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ))، ولو أن رجلاً حلف أن لا يتكلم اليوم ثم قرأ القرآن أو صلى وقرأ القرآن أو سلم في الصلاة لم يحنث ، لا يقاس بكلام الله شيء القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود ليس من الله شيء مخلوق ولا صفاته ولا أسماؤه ولا علمه)) وقال المحقق الشيخ الجديع (سنده صحيح)

وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام : لو أن رجلا حلف فقال : والله لا تكلمت اليوم بشيء ، فقرأ القرآن في غير صلاة أو في صلاة لم يحنث ؛ لأن أيمان الناس إنما هي لمعاملة بعضهم بعضا ، وإن القرآن كلام الله ليس بداخل في شيء من كلام الناس ولا يختلط به ، ولو كان يشبهه في شيء من الحالات لكان القرآن إذا يقطع الصلاة ؛ لأن كل متكلم في صلاته بالتعمد لذلك قاطع لها ، إلا أن يكون الحالف نوى القرآن واعتمده في يمينه فيلزمه حينئذ نيته واعتقاده .شرح أصول الإعتقاد2/394 ثم روى عنه أنه قال: ((القرآن برمته غير مخلوق . قال القاضي[الإمام أحمد بن كامل] : برمته كيف اشتملت عليه أوصافه))

يقول الإمام الحافظ القصاب : ((وقوله : "وكلم الله موسى تكليما" حجة على الجهمية وهي من كبار الحجج عليهم. ويحتجون بان الكلام لا يؤكد بالمصدر وقد أكده –جل وعلا- كما ترى بالتكليم. وقد بلغني عن بعض المتحذلقين من أستاذيهم أنه لما نظر إلى ما يلزمه في هذه الآية من تأكيد المصدر تطرق إلى تأويل أقبح من المجاز ، فقال: معنى ((كلمه)) أوجد كلاماً سمعه[وهو مذهب الخصوم للأسف]!! فقبحاً لقوم يدعون الفلسفة في دقيق العويص ثم ينسلخون من انسلاخ الشعرة من العجين ، اليس أصولهم –ويحهم- أن لا يقبلوا شيئاً يدفعه العقل؟ فأي عقل يقبل أن يسمي الكلام كلاماً قبل أن يتكلم به ؟ فلو انهم حيث خالفوا القرآن ثبتوا على المعقول ، كان أقل لفضيحتهم عند أنفسهم... إلى أن قال: وما عسى يقولون في قوله تعالى: ((إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) أيجوز أن يكون الكلام الذي أوجده بزعمهم من غير أن يتكلم به يقول ((إِنِّي أَنَا اللَّهُ))؟ فهلا قال –ويحهم-: إنه هو الله رب العالمين ؟...إلى أن قال..وهم مع خلافهم القرآن وخروجهم عن المعقول ، قد غلطوا في اللغة أفحش غلط ، فيما زعموا أن (كلم الله) أوجده كلاماً خلقه له ، لا كلاماً تكلم به إذ لو كان كذلك لكان : وأكلم الله موسى إكلاماً كما الخ .نكت القرآن 1/279-282وهذا ما قرره ابن قتيبه رحمه الله في الاختلاف في اللفظ ص233

حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَقِيَ آدَمُ مُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ , وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ , وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ , فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ آدَمُ لِمُوسَى : أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَكَلامِهِ وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ , أَنَا أقْدَمُ أَوِ الذِّكْرُ ؟ قَالَ : بَلِ الذِّكْرُ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى


وسنده صحيح او حسن صححه الامام الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة
وقال وكيع بن الجراح: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر بما أنزل على محمد ï•؛ يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه. (شرح اصول أهل السنة ج2/ص350)
قال الإمام الطبري: القرآن: الذي هو كلام الله ـ تعالى ذكره ـ الذي لم يزل صفةً قبل كون الخلق جميعًا، ولا يزال بعد فنائهم. (التبصير، ص 152)
قال الإمام اللالكائي مبينا عقيدة اهل السنة في القرآن الذي هو صفة الله: هو قرآنٌ واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل به متكلِّما. ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلّ مبتدِعٌ مخالف لمذاهب أهل السنة والجماعة. (ج2/ص364
) والإمام اللالكائي يقول: سياق ما روي عن النبي ï•؛ مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة. (شرح أصول اعتقاد أهل السنة ج1/ص249)
قال الامام الاصبهان في الحجو في بيان المحجة 1/396 : ( القرآن تكلم الله به في القدم)
الإمام أبو عمرو الداني ( ت ٤٤٤
٤٢
٨٢ : ( قال أبو عمرو الداني في أرجوزة له : / في سير النبلاء ١٨
والقول في كتابه المفصل بأنه كلامه المترل
على رسوله النبي الصادق ليس بمخلوق ولا بخالق
من قال فيه إنه مخلوق أو محدث فقوله مروق
والوقف فيه بدعة مضلة ومثل ذاك اللفظ عند الجلة
كلا الفريقين من الجهمية الواقفون فيه واللفظية )
كلام ابن قدامة الحنبلي من علماء اهل السنة رحمه الله في رسالة له اسمها
( الصراط المستقيم في إثبات
الحرف القديم ) ضمن ثلاث رسائل طبعتها دار الوطن ص ٤٧
ومما جاء في رسالة ابن قدامة أيضا : قال ص ١٦ في معرض الجواب على من قال بأن
الحروف مخلوقة لقوله تعالى ( والله خلقكم وما تعملون ) : ( هذا إقرار منه بقدم
الحروف وأا ليست من عمله ولا قوله لأنه أقر بأن هذه الآية من قول الله وكلامه
وقول الله وكلامه قديم ليس من عمل المخلوق ولا قوله ) اه
وقال ص ٣٦ : ( ولما اختلف أهل السنة والمتعتزلة في القرآن هل هو مخلوق أم لا ؟ ما
اختلفوا إلا في هذا فإن من ضرورة الاختلاف الاتفاق على محله وما اعتقدت المعتزلة الخلق
إلا في هذا القرآن فخالفهم أهل الحق وقالوا : هو كلام الله القديم مترل غير مخلوق ) اه
قول الإمام السفاريني الحنبلي ( ت ١١٨٨
في لوامع الأنوار للسفاريني ص ٢٧ اعلم رحمك الله أن اصطلاحي في هذا الشرح
الاستدلال
بالكتاب القديم وبقول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) اه
: وقال ص ١٣٠

( كلامه سبحانه قديم أعيا الورى بالنص يا عليم
وليس في طوق الورى من أصله أن يستطيعوا سورة من مثله ) اه
وقال ص ١٣٣ : (
يجب الجزم بأنه تعالى متكلم بكلام قديم ذاتي وجودي غير مخلوق
ولا محدث ولا حادث ولا يشبه كلام الخلق ) اه
وقال ص ١٣٧ : ( وتحرير مذهب السلف أن الله تعالى متكلم كما مر وأن كلامه قديم
وأن القرآن كلام الله وأنه قديم حروفه ومعانيه ) اه

وقال ص ١٣٨ : ( بل هذا القرآن هو كلام الله وهو مثبت في المصاحف وهو كلا م الله
مبلغا عنه مسموعا من القراء وليس هو مسموعا منه تعالى
فكلام الله قديم وصوت العبد
مخلوق ) اه

وقال ص ١٦١
مبحث القرآن العظيم والكلام المترل القديم : مذهب السلف الصالح
أن نجزم ونتحقق بأن ما جاء مع جبريل من محكم القرآن العظيم ومحكم التتريل الذي
أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم كلامه سبحانه وتعالى قديم ) اه

: (
قول الإمام أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي ( م ١٢٣٦
قال في شرحه للامية الإمام ابن تيمية ص ٨٧
ومذهب السلف أن القرآن كلام الله
وأنه قديم حروفه ومعانيه وقد توعد الله جل شأنه من جعله من قول البشر ) اه

٥٢
وقال أيضا ص ٨٧ وملخص المسألة : أن من قال إن القرآن الذي يقرأه المسلمون ليس
هو كلام الله وهو كلام غيره فهو ملحد مبتدع ضال ، بل القرآن هو كلام الله وهو
مثبت في المصاحف وهو كلام الله مبلغا عنه مسموعا من القراء ليس مسموعا عنه تعالى
وهو كلام الله تعالى قديم وصوت العبد مخلوق ) اه

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه وأتباعه